يمشون علي سطح الماء بخيلهم وابلهم ورجلهم لم يمسهم سوء! فمن الذي امسك هذا النهر حتى صار كالصفاء، كالحجر يسير
عليه الجند من غير إن يغرقوا؟ انه هو الله_ عز وجل_ الذي علي كل شئ قدير. وكذلك جري للعلاء بن الحضرمي _ رضي الله عنه_ حينما غزا البحرين واعترض لهم البحر، دعا الله_ سبحانه وتعالى_ فعبروا علي سطح الماء من غير أن يمسهم سوء. وآيات الله كثيرة، فكل ما اخبره الله به في كتابه أو اخبر به رسوله_ عليه الصلاة والسلام_ أو شاهده الناس من خوارق العادات فان الإيمان به من الإيمان بالله، لأنه إيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى. ومن الإيمان بالله_ سبحانه وتعالى_ إن تعلم انه يراك، فان لم تكن تراه فانه يراك، إن تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك. وهذه مسالة يغفل عنها كثير من الناس، تجده يتعبد لله وكان العبادة أمر عادي يفعله علي سبيل العادة، لا يفعلها كأنه يشاهد ربه عز وجل، وهذا نقص في الإيمان ونقص في العمل. ومن الإيمان بالله: إن تؤمن بان الحكم لله العلي الكبير! الحكم الكوني والشرعي كله لله لا حاكم إلا الله_ سبحانه وتعالى_وبيده كل شئ، كما قال الله تعالى:(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: ٢٦) . فكم من ملك سلب ملكه بين عشية وضحاها، وكم من إنسان عادي