والمراد بما أنزل إلينا القرآن والسنة المبينة، لا آراء الرجال.
وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (٦١)} (٢). فدلت الآية على أن من دعي إلى العمل بالقرآن والسنة وصدَّ عن ذلك أنه من جملة المنافقين؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وقال تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}(٣)، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - هو الرد إلى سنته.
وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧)} (٤). وختام الآية فيه تهديد شديد لمن لم يعمل بالسنة، واكتفى بآراء الرجال.
وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ (٢١)} (٥)، والآية تلزم المسلم أن يجعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوته وذلك باتباع سنته.
والنصوص في هذا كثيرة جداً يحتاج إيرادها إلى عدة صفحات.
٢ - أجمع المسلمون أن الكفار الذين واجههم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانوا مطالبين بتدبر القرآن، والأخذ به والعمل به، مع أنهم لم يحصلوا شروط الاجتهاد
(١) سورة الأعراف: ٣. (٢) سورة النساء: ٦١. (٣) سورة النساء: ٥٩. (٤) سورة الحشر: ٧. (٥) سورة الأحزاب: ٢١.