للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿قُرَيْشٍ﴾: مجموعة من القبائل من ولد النضر بن كنانة، وقيل: قريش لقب الجد وهو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، أو قريش هو النضر بن كنانة، وسمّوا بقريش من التقريش؛ أي: الاكتساب أو التجمع والالتئام.

فقد جمعهم قصي بن كلاب في مكة في الحرم بعد تفرّقهم، أو قيل: الاسم مشتق من سمكة القرش، أو شبّهوا بسمكة القرش الخطيرة فكانوا يعلون ولا يُعلى عليهم.

سورة قريش [١٠٦: ٢]

﴿إِلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾:

﴿إِلَافِهِمْ﴾: توكيد الإيلاف ـ وقدّم إيلافهم تذكيراً بالنّعمة ـ وقد تكون إيلاف الأولى للبقاء على الألفة والمحبة والتّجمع حول الكعبة في وادٍ غير ذي زرع.

وأمّا الإيلاف الثّانية فهي البقاء والعكوف على ممارسة رحلتي الشّتاء والصّيف وجلب الأرزاق لهذه المنطقة، وجعل أفئدة النّاس تهوي إليهم.

سورة قريش [١٠٦: ٣]

﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾:

﴿فَلْيَعْبُدُوا﴾: الفاء للتوكيد، واللام لزيادة التّوكيد أو الأمر أو للتعليل.

أي: أهلك الله أبرهة وجيشه وفعل ما فعل بإرسال طير الأبابيل للمحافظة على ائتلاف قبائل قريش وبقائها مجتمعة حول الكعبة البيت الحرام، وخدمة الحجيج وتولّي سدنة الكعبة وسقاية الحاج، والمحافظة على رحلتي الشّتاء والصّيف مصدر الرّزق الوحيد (أي التّجارة) لقريش.

فهاتان النّعمتان: نعمة الائتلاف ونعمة الرّحلتين (الرّزق) وغيرها من النّعم مثل الأمن وعدم الخوف وعدم الجوع كلٌّ منها يوجب أو يستحق عبادة الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>