﴿نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ﴾: نحن للتعظيم، خلقناهم: الخلق يعني: التّقدير والإيجاد، خلقناهم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة أو من ماء مهين، أو من تراب.
﴿وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾: مأخوذة من الأسر ويعني: الرّبط بقوة، شددنا وأحكمنا خلقهم وقويناهم بأن خلقنا لهم العضلات والمفاصل والأربطة والأعصاب، أيْ: قوة في الخلق والبنيان، ولها معنى ثان شددنا وثاقهم أي: السّيطرة عليهم (كالأسير) فلا يفلت منهم أحد من قبضتنا أيْ: من الحساب والجزاء، وقد تعني كلا المعنيين.
﴿وَإِذَا شِئْنَا﴾: إذا: شرطية، شئنا: من المشيئة التي تسبق الإرادة.
﴿بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا﴾: أيْ: قضينا عليهم بالموت أو الهلاك وبدلناهم بقوم آخرين أفضل منهم، تبديلاً: للتوكيد.
قالوا: المشيئة تسبق الإرادة، والإرادة قبل القدر، والقدر قبل القضاء، فيكون التّرتيب كما يلي: العلم بالشّيء المراد أو العلم بالعلة، ثمّ المشيئة فالإرادة فالقدر فالقضاء والإمضاء.
﴿وَمَا تَشَاءُونَ﴾: وما: الواو عاطفة، ما: نافية، تشاؤون: شيئاً أو أمراً، والمشيئة هي الميل لحصول شيء بعد العلم به.