فعليه إيفاء الدَين (وسمى ذلك أمانة)، والذي اؤتمن يعني: أو يشمل الّذي تسلَّم الرهان المقبوضة.
فواحد مأمون على الرهن، والآخر مأمون على الدَين.
لأنّه ليس هناك كتابة، ولا شهود، فعلى المدين إيفاء الدَين، وعلى الدائن إعادة الرهن.
﴿وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ﴾: كل واحد منهما ربه؛ أي: يخاف عقابه إن راودته نفسه بالمماطلة، والتأخير، أو الإنكار، أو التغيير، أو التحريف في تلك الأمانة.
﴿وَلَا﴾: الواو: استئنافية، لا: النّاهية، والخطاب موجَّه إلى الشهود.
﴿تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ﴾: الشهادة: مصدر شهد من الشهود؛ بمعنى: الحضور، وهي الخبر بالشيء الواقع الّذي شهدته؛ أي: القاطع الّذي لا يتغير.
﴿تَكْتُمُوا﴾: من الكتمان، وهو السكوت عن ذكر الشّيء للعلن، والكتمان يختص بالأسرار والأخبار (أي: بالمعاني)، وأما الإخفاء فهو أعم، وغالباً ما يكون في الأشياء المادية الحسية والمعنوية.
وكتم الشهادة هو عقد النية؛ لترك أدائها؛ أي: إياكم أن تكتموا الشهادة إذا دعيتم إلى إقامتها.