للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعليه إيفاء الدَين (وسمى ذلك أمانة)، والذي اؤتمن يعني: أو يشمل الّذي تسلَّم الرهان المقبوضة.

فواحد مأمون على الرهن، والآخر مأمون على الدَين.

لأنّه ليس هناك كتابة، ولا شهود، فعلى المدين إيفاء الدَين، وعلى الدائن إعادة الرهن.

﴿وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ﴾: كل واحد منهما ربه؛ أي: يخاف عقابه إن راودته نفسه بالمماطلة، والتأخير، أو الإنكار، أو التغيير، أو التحريف في تلك الأمانة.

﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾:

﴿وَلَا﴾: الواو: استئنافية، لا: النّاهية، والخطاب موجَّه إلى الشهود.

﴿تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ﴾: الشهادة: مصدر شهد من الشهود؛ بمعنى: الحضور، وهي الخبر بالشيء الواقع الّذي شهدته؛ أي: القاطع الّذي لا يتغير.

﴿تَكْتُمُوا﴾: من الكتمان، وهو السكوت عن ذكر الشّيء للعلن، والكتمان يختص بالأسرار والأخبار (أي: بالمعاني)، وأما الإخفاء فهو أعم، وغالباً ما يكون في الأشياء المادية الحسية والمعنوية.

وكتم الشهادة هو عقد النية؛ لترك أدائها؛ أي: إياكم أن تكتموا الشهادة إذا دعيتم إلى إقامتها.

﴿وَمَنْ يَكْتُمْهَا﴾: من: شرطية استغراقية.

﴿فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾.

﴿فَإِنَّهُ﴾: الفاء: للتوكيد، إنّه: لزيادة التّوكيد.

﴿آثِمٌ قَلْبُهُ﴾: خصَّ القلب بالذكر؛ لأنّ الكتمان من عمل القلب،

<<  <  ج: ص:  >  >>