علمنا من الآية (٣٣) أنّ النّفوذ المطلق من أقطار السّموات والأرض أمر مستحيل، والنّفوذ المحدود يمكن أن يحدث بإذن من الله وبسلطان منه، وتقدُّم الاكتشافات الفضائية، وهذه الآية تتحدث عن الأخطار التي ستحل بكلّ من يحاول اختراق طبقات السّموات والأرض؛ لأن الفضاء الكوني مليء بالأشعة الحمراء أو فوق البنفسجية أو الأشعة القاتلة لخلايا الإنسان، والتي شبهها القرآن بمثابة شواظ من نار أو إذا حاول الإنسان اختراق قشرة الأرض اليابسة التي يبلغ سمكها (٦٠) كم قد يؤدِّي إلى انفجار وبراكين وتصاعد المواد المنصهرة أو السّائلة في طبقات الباطنة للأرض والمشكلة من الحديد والنّحاس.
وتشكيل براكين ثائرة بشواظ النّار المتولدة عن الغاز والبترول والمواد المذابة مثل الحديد والنّحاس هذه البراكين التي لن يستطيع الإنس والجن على التّغلب عليها وإيقافها من التّدفق والتّطاير وإهلاك الحرث والنّسل.
سورة الرحمن [٥٥: ٣٦]
﴿فَبِأَىِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾:
ارجع إلى الآية (١٣) للبيان.
والسؤال هنا: هل إرسال الشّواظ والنّحاس من النّعم؟
الجواب: نعم لأن التّذكير بها والتّحذير منها والإنذار من النّعم حتى لا يغفل عنها العبد، ويهمل الاستعداد لها حتّى ينجو من النّار والبراكين وتلوث البيئة الذي قد يجلب الويلات للبشر.