للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الرحمن [٥٥: ١٨]

﴿فَبِأَىِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾:

ارجع إلى الآية (١٣) للبيان.

سورة الرحمن [٥٥: ١٩]

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾:

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾: من المروج وهو الاختلاط مرج خلط، ولم يحدد في هذه الآية: ﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ كما جاء في الفرقان آية (٥٣) يعني: أيَّ بحرين في العالم، لم يحدَّد مثل البحر الأحمر، والبحر المتوسط، أو البحر العذب مع البحر المالح الأجاج؛ أي: يوجد برزخ بين أي بحرين.

سورة الرحمن [٥٥: ٢٠]

﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾:

البرزخ: حاجز فاصل.

﴿لَا يَبْغِيَانِ﴾: أيْ: كل منهما لا يطغى على الآخر، فرغم وجود المرج (الاختلاط) الذي يظهر للعيان (العين) فإنّ مائهما لا يختلطان حقيقة، فلكل منهما تركيبة من حيث الشّوارد المعدنية، ومن حيث الملوحة والكثافة وحيواناته الخاصة به وحرارته، فهناك برزخ، أيْ: حاجز فاصل مكاني حقيقي بينهما يمنعهما من الاختلاط، أو أن يطغى أحدهما على الآخر.

وتفسير ذلك أن الأملاح تتأين تتفكك إلى ذراتها الحاملة لشحنات موجبة وسالبة، وتقف هذه الشحنات على حواف كل ماء لتتنافر مع الشحنات المتشابهة في الماء المجاور، وتجعل هذا الحاجز مانعاً حقيقيّاً يحول دون اختلاط الماءين اختلاطاً كاملاً وتجعل البيئة بيئة حقيقية مغلقة على ما فيها من أنماط الحياة ووجد العلماء أن مياه البحار كما تتمايز أفقيّاً وتتمايز رأسيّاً، أيْ: إذا أخذنا عموداً من الماء نجد فيه ماء من بيئات مختلفة (استوائية، ومعتدلة، وباردة … ).

ووجد العلماء أن الماء في البحر الواحد له ألوان متعددة مختلفة متجاورة

<<  <  ج: ص:  >  >>