للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾: مجالس ومنازل مريحة فاخرة، وفي سورة الشعراء آية (٥٧ - ٥٨) قال تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَاهُم مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ بدل الزروع بكلمة الكنوز؛ قيل: الكنوز ما كانوا يدخرونه من الأموال والذهب والفضة، ولأن ما تركوه كلا الأمرين الزروع والكنوز؛ لذلك أخبر في الآيتين ما تركوه، وليس هناك تعارض فضلاً عن الجنات والعيون والمقام الكريم في كلا الآيتين.

سورة الدخان [٤٤: ٢٧]

﴿وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾:

﴿وَنَعْمَةٍ﴾: انتبه إلى لفظ "النَّعمة" ولم يقل نِعمة، نَعمة بفتح النّون في هذه الآية، وكما جاء في سورة المزمل آية (١١) وهي قوله تعالى: ﴿وَذَرْنِى وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِى النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا﴾ هذه النعمة تعني: نعمة لا تحمل معنى الخير، بل هي نعمة مذمومة فيها شر لهم، وتشمل: سعة العيش والرّخاء والبطر والترف، وتحمل معنى الذّم أو: بئس النَّعمة.

نِعمة بكسر النّون: كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ تعني: سعة العيش والشّكر وعدم الإسراف والبطر، تحمل معنى المدح؛ أي: نِعمَ النّعمة نِعمة تحمل معنى الخير والبركة.

﴿كَانُوا﴾: في الحياة الدّنيا.

﴿فَاكِهِينَ﴾: مترفين متنعمين مستلذين بأكل الفاكهة. ارجع إلى سورة الطّور آية (١٨) وسورة يس لمعرفة الفرق بين فاكهين وفاكهون.

سورة الدخان [٤٤: ٢٨]

﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾:

أي: كما تركوا الجنات والعيون والزّروع والمقام الكريم؛ أي: كذلك وأورثناها قوماً آخرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>