للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتماً، وهذا وعد فيه خير وقد يكون الأجر محوَ سيئاته أو كبائره أو النّجاة من النّار والفوز بالجنة، فالعفو والإصلاح خير له وأبقى من مرتبة العدل والانتقام وشفاء لما في الصّدور.

ويجب الانتباه إلى هذه الملاحظة وهي: إذا كان الظّالم أو الجاني لا يستحق العفو؛ لأنّه فعل ذلك سابقاً مراراً وتكراراً وكانت المصلحة العامة والشّرعية تفضل ذلك، فعندها لا يعفو عنه والأفضل القصاص منه والعقاب.

﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾: إنّه للتوكيد، والهاء تعود على الله سبحانه، لا: النّافية، يحب الظّالمين: أي لا يعاقبون الجاني أو الظّالم بأكثر من جنايته أو بأكثر مما أوجبه الله، فالزّيادة ظلم والله سبحانه لا يحب الظّالمين.

سورة الشورى [٤٢: ٤١]

﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِنْ سَبِيلٍ﴾:

﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ﴾: اللام في (لمن) للتوكيد، من: اسم موصول بمعنى الّذي أو شرطية؛ أي إذا كان الظّالم لا يستحق العفو أو لا ينفع العفو عنه؛ لأنّه لم يتُب في السّابق ويتكرر ظلمه وفساده عندها يعاقب الظّالم بمثل ما فعل أو قوبل الظّالم بمثل فعله.

والسّؤال هنا: لماذا سمي ذلك انتصاراً ومدح المنتصرين؟ لأنّ معاقبة الظّالم والمتكبر والمفسد الّذي يخاف منه النّاس وردعه عن ظلمه أو الانتقام منه يعتبر نصراً، وأفضل من أن يسمى عفواً.

﴿فَأُولَئِكَ﴾: الفاء للتوكيد، أولئك: اسم إشارة واللام للبعد والكاف للخطاب؛ أي: للذين انتصروا بعد ظلمهم ولمن ينصرونهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>