للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَيَظْلَلْنَ﴾: الفاء تدل على التّعقيب والمباشرة، يظللن: تعود على الجوار في البحر.

﴿رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ﴾: تجري بسكون كأنّها لا تتحرك، أو تشعر بحركتها رغم سرعتها العالية، فماء البحر راكد؛ أي: ساكن، والسّفن رواكد على ظهر البحر، ولم يقل مستقرات أو ثابتات؛ لأنّ ذلك يعني أنّهن راسيات على الشّاطئ.

﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾: إنّ واللام في كلمة (لآيات) تفيدان التّوكيد؛ أي: هذه السّفن الهائلة الحجم من النّعم الكبيرة الّتي تحتاج لشكر كثير دائم لا ينقطع؛ أي: شكور (مبالغة في الشّكر) شكر المنعم على نعمه الكثيرة فالجري وتسكين الرّيح والسّفن نفسها، وما تحمل من بشر ومتاع كلّها آيات تحتاج إلى شكر كثير، وكذلك إلى صبر وليس صبر عادي (بل صبّار) صبر كثير وذلك حين تعصف الرّيح أو حين صناعتها. وقدم الصبر على الشكر؛ لأن الصبر على الشدائد والكرب يسبق الشكر، والصبر نفسه يحتاج إلى شكر.

سورة الشورى [٤٢: ٣٤]

﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ﴾:

﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾: أو: تعني للتقسيم؛ أي: يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره، أو يوبقهن: مشتقة من أوْبقه: حبسه أو أهلكه، يوبقهن: يغرقهن.

﴿بِمَا كَسَبُوا﴾: الباء باء السّببية أو البدلية، ما: تعني الّذي أو مصدرية؛ أي: يوبقهن بما كسبوا من الذّنوب والآثام؛ أي: ارتكبوا من المنكرات وهم على ظهر تلك السّفن، أو كسبت أيديهم سابقاً حين كانوا في البر.

﴿وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ﴾: عن تفيد المجاوزة والمباعدة، ويعفُ: سبحانه فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>