﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾: الهمزة للاستفهام والتّوبيخ لعدم تفكرهم وتدبرهم والفاء للتوكيد، وألا أداة حضٍّ وحثٍّ على التّفكير، فلو فكروا أو عقلوا لعلموا أنّ الله الّذي أهلك ودمَّر قوم لوط قادر على أن يهلك ويدمِّر كفار قريش.
ولم يذكر سلام على لوط في العالمين؛ لأنّه أُدخل في عداد المرسلين ونال السّلام من الله عليه في الآية القادمة (١٨١) حين قال: وسلام على المرسلين.
سورة الصافات [٣٧: ١٣٩]
﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾:
﴿وَإِنَّ﴾: للتوكيد.
﴿يُونُسَ﴾: يونس بن متى الملقب بذي النّون.
﴿لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾: لمن: اللام للتوكيد، من ابتدائية، المرسلين من ربهم إلى أقوامهم.
سورة الصافات [٣٧: ١٤٠]
﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾:
﴿إِذْ﴾: واذكر إذ أَبَقَ أو اذكر حين أَبَقَ.
﴿أَبَقَ﴾: تستعمل تحديداً للعبد الّذي يهرب بسرعة وخوف من سيده للتخلص من الأذى والمشقة، فشبه خروج يونس ﵇ من بين قومه وترك البلد بغير إذن أو أمر من ربه بهروب العبد من سيده، ولهذا الإباق سبب فسرته الآيات الأخرى، فانظر في سورة الأنبياء الآية (٨٧).
﴿إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾: الفلك تستعمل للمفرد والجمع، والمشحون: المملوء بقوم نوح الذين نجوا معه، وبعض الحيوانات الأليفة والمتاع.
رُوِيَ عن ابن عبّاس قال: لما أنذر يونس قومه بالعذاب القريب فلما تأخَّر نزول العذاب خرج يونس متخفياً فقصد البحر فركب السّفينة فبعد أن ركب فيها