للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكون إلا إلى الصّراط المستقيم والنّجاة فاستعمل كلمة فاهدوهم للسخرية والتّهكم منهم، أيْ: دلُّوهم على طريق جهنم.

﴿إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾: الصّراط: الطّريق الواسع السّهل المؤدي إلى جهنم أو الجحيم أو النّار، الجحيم: النّار والجحيم اسم للنار مشتق من التّأجج والاضطراب فلا تخمد أبداً، وقيل: هي دركة من دركات النّار، فهناك صراط الجحيم وسواء الجحيم وأصل الجحيم، أمّا سواء الجحيم: فهو وسط الجحيم (النّار) وسُمِّي السّواء وسطاً لاستواء المسافة منه إلى الجانب، أمّا أصل الجحيم: فهو قعرها، وصراط الجحيم: الطّريق إليها. ارجع إلى سورة الرعد آية (١٨) لمزيد من البيان.

سورة الصافات [٣٧: ٢٤]

﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ﴾:

أي: احبسوهم للسؤال وللحساب (في الموقف أو عند الصّراط) وتعني: كلّ هؤلاء الكفرة سيسأل والسؤال ليس سؤال استفهام إنما سؤال توبيخ وتقريع وسؤال تقرير؛ لأنّه سبحانه عالم بكل أعمالهم.

﴿إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ﴾: عن جميع أعمالهم (الأقوال والأفعال والعقائد) إنهم يسألون عما كانوا يعبدون، وعن لا إله إلا الله، كما روي عن ابن عبّاس.

إنّهم مسؤولون: لقوله سبحانه: ﴿فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف: ٦]، ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: ٩٢ - ٩٣].

وأمّا في آية المؤمنون (١٠١): ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ فالتّوفيق بين هذه الآية والآيات الأخرى أنّ هناك في يوم القيامة مواطنَ لا يُسألون فيها، ومواطنَ في يوم القيامة يسألون فيها عما كانوا يعملون.

<<  <  ج: ص:  >  >>