للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾: اللام لام الاختصاص؛ أي: يستفيد منها الّذين يؤمنون؛ أي: يتجدد إيمانهم ويتكرر ويؤمنون؛ أي: هم سائرون على درب الإيمان ولم يقل لقوم مؤمنين؛ أي: الّذين ثبت عندهم الإيمان وأصبح صفةً ثابتةً لهم.

(قوم مؤمنين) أعلى درجة أو إيماناً من (قوم يؤمنون).

ولنقارن هذه الآية (٣٧) من سورة الروم مع الآية (٥٢) من سورة الزمر وهي قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾. ما الفرق بين (يروا) وبين (يعلموا): العلم أوسع من الرؤية، فالعلم يتناول الموجود وغير الموجود (الحاضر والغائب). والرؤية ثلاثة أنواع: قد تعني رؤية قلبية فكرية أو رؤية تعني الظن ورؤية قد تعني الرؤية الحقيقية البصرية (رؤية العين).

سورة الروم [٣٠: ٣٨]

﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾:

المناسبة في الآية السّابقة أن الله يبسط الرزق لمن يشاء، فجاءت هذه الآية (فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل)؛ لكي تحثّ مَنْ بسط الله رزقه على الإنفاق في سبيل الله؛ ليكون من المفلحين.

﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾: ارجع إلى سورة الإسراء آية (٢٦) للبيان.

والفاء في (فآت): للتوكيد، وتعني: تَنبَّه أيها العبد فآت ذا القربى.

﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾: ذلك اسم إشارة يفيد البعد ويشير إلى إيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل، خير: أفضل وأنفع وأحسن.

﴿لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ﴾: اللام لام الاختصاص، لمن يقصدون بإيتائهم

<<  <  ج: ص:  >  >>