للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: ويصنع الفلك (وكان نوح يصنع سفينة واحدة) وجاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كلّ مكان وظنوا أنّهم أحيط بهم.

﴿دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾: دعوة اضطرار دعوا الله وحده مخلصين له صادقي النّية في دعائهم، لا يدعون إلا إياه؛ لأنّهم يعلمون لا أحد يستطيع أن يكشف عنهم البلاء إلا الله تعالى.

﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ﴾: الفاء تدل على المباشرة، نجّاهم: ولم يقل أنجاهم.

نجّاهم؛ أي: نجّاهم ببطء أو استغرقت نجاتهم زمناً؛ كي يتضرعوا ولا ينسوا ما حدث لهم، وأمّا أنجاهم تعني بسرعة.

﴿إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾: إذا ظرفية زمانية تفيد الفجأة.

أي: عادوا إلى شركهم وظلمهم ونسوا ما كان يدعون من قبل، يشركون: بصيغة المضارع؛ لتدل على تجدد شركهم وعودته.

سورة العنكبوت [٢٩: ٦٦]

﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾:

﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا﴾: اللام للتوكيد والاختصاص، وفي هذا تهديد وإنذار لهم ليفعلوا ما يشاؤون فسوف يسألون، وجاءت الآية بصيغة الغائب في قوله: ليكفروا، وليتمتعوا فسوف يعلمون؛ لأن ليس لهم قيمة أو وزن لمخاطبتهم مباشرة، أو هم لا يستحقون المخاطبة مباشرة.

﴿بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾: الباء للإلصاق، آتيناهم من نعمة النّجاة من الغرق وغيرها من النّعم.

﴿فَسَوْفَ﴾: الفاء للتوكيد، سوف: للتراخي في الزّمن، سوف يعلمون: يوم القيامة أو في الآخرة أو عند موتهم.

﴿يَعْلَمُونَ﴾: عاقبة كفرهم وشركهم وهي جهنم وبئس المصير.

<<  <  ج: ص:  >  >>