للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشّيطان، سياق جدال لإظهار الحق من الباطل، فهو أقل شدة وقوة؛ ولذلك أكد في سورة الحج بإضافة (هو) ولم يؤكد في سورة لقمان.

سورة الحج [٢٢: ٦٣]

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾:

﴿أَلَمْ﴾: الهمزة همزة استفهام وتقرير.

﴿تَرَ﴾: رؤية بصرية ورؤية علمية؛ أي: ألم تعلم.

﴿أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾: أن: للتوكيد. من السماء: كل ما علا الإنسان يُعد سماء، فالسحب تسمى سماء؛ أي: من السُّحب الركامية. هذه الآية تشير إلى دوران الماء حول الأرض، والذي يتشكل من بخار الماء من البحار والمحيطات واليابسة بمقدار (٦٠٠، ٠٠٠ كم ٣) سنوياً، والذي تحمله الرياح ويشكل السُّحب الطباقية، والّتي تتراكم لتشكل السُّحب الركامية الّتي تنزل المطر بعد التّلقيح برياح أخرى.

﴿فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً﴾: الفاء للترتيب والتّعقيب، الأرض مخضرّة؛ أي: ذات خضرة بعد أن كانت هامدة يابسة، ثمّ اهتزت وربت بالماء وأنبتت من كلّ زوج بهيج، قال (فتصبحُ) بالضم بدلاً من فتصبحَ بالفتح؛ لأنّه سبقها استفهام بألم، فبذلك أثبت الاخضرار، أو عطف المضارع المستقبل (تصبح) على الماضي (أنزل) لحكاية الحال؛ أي: لاستحضار تلك الصورة الجميلة (الأرض مخضرة) والدالة على قدرة الله تعالى، وربما تدل على استمرار اخضرار الأرض لزمن طويل؛ يعني: أصبحت فبذلك أثبت الاخضرار، فالتربة تحوي ملايين الكائنات

<<  <  ج: ص:  >  >>