للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتمنّى أن يؤمن كلّ أفراد قومه أو أمته، ويتمنّى أن يصدقوه ويؤمنوا بما جاء به، فيأتي الشّيطان فيوسوس في صدور بعض النّاس أو أكثر النّاس، ويزين لهم ويعمل على إغرائهم، ليصدّهم عن اتباع النّبي وعن الإيمان والدّخول في دين الله، أو يمنع نفوذ القرآن إلى قلوب النّاس ويضع العراقيل والعقبات في دعوة الرّسل والأنبياء؛ حتّى لا يتم للنبي أو الرّسول ما يتمنّاه من إيمان أفراد أمته؛ أي: يقف حائلاً بين الرّسول أو النّبي وما يتمنّاه.

﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِى الشَّيْطَانُ﴾ النسخ: هو الإزالة. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٠٦) لمزيد من البيان. يمحو الله سبحانه ويزيل كلّ ما يلقي الشّيطان في كتاب الله من تبديل وتحريف أو باطل، فلا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا خلفه، وينسخ الله؛ أي: يزيل من قلوب المؤمنين الشّك والرّيبة، ويثبت الله سبحانه آياته في قلوب الّذين آمنوا، فتصبح وساوس الشّيطان أو ما يلقيه الشّيطان إليهم لا قيمة له ولا وزن.

﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ﴾: ثمّ للترتيب الذّكري، يُحكم الله آياته: أي: يجعلها محكمة غير منسوخة، فلا يصيبها تبديل ولا تحريف.

﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾: عليم بأفعال الشّيطان وأحواله وأقواله، وعليم بأحوال النّاس وأقوالهم وأفعالهم وبما أوحى إلى رسله، ويعلم ظواهر الأمور وبواطنها، حكيم: من الحكمة والحكم، فهو سبحانه أحكم الحاكمين وأحكم الحكماء في خلقه وشرعه وأفعاله وكونه. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٩) لبيان معنى حكيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>