﴿فَتَشْقَى﴾: جاءت بصيغة المفرد بينما "يخرجنكما" بصيغة المثنى؛ أي: أسند إلى آدم فعل الشّقاء دون حواء، وأريد بالشّقاء التّعب، والكد في طلب العيش، وفسر العلماء أنّ السّعي والكدح مطلوب من الرّجل، أو الزّوج، وأما المرأة، أو الزّوجة فليست مطالبة بذلك؛ لقوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النّساء: ٣٤]، والقوامة من معانيها: أنّ الرّجل، أو الزّوج يقوم على الإنفاق وخدمة ورعاية أهله.
﴿تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى﴾: الجوع قيل: خلوّ الدّاخل؛ أي: خلو المعدة من الطعام، وإذا استمر طويلاً يتحول إلى مخمصة الذي يظهر بشكل هزال شديد؛ لعدم توافر الطّعام، والعريّ: قيل: خلوّ الخارج؛ لعدم توافر اللباس، فالإنسان يحتاج إلى طعام ولباس، وقدم الطّعام أولاً؛ لأنّه الأهم، وتكرار "لا" يفيد توكيد نفي الجوع والعري، وفصل كلٍ على حدة، أو كلاهما معاً.