للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتكرار هذه الآية؛ ليدل، ويؤكد على أن خلق السّموات والأرض من أعظم الدلالات على طلاقة القدرة الإلهية، ووحدانية الخالق وعظمته.

﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾: إن: شرطية؛ تفيد الاحتمال، أو النّدرة.

﴿يَشَأْ﴾: من الإشاءة: وهي تسبق مرحلة الإرادة؛ إن يشأ: إن كفرتم به وجحدتم خلقه. أن يذهبكم: أي: يستبدلكم بخلق جديد، أو يستخلفكم بآخرين ﴿وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: ٣٩]، وهذا يدل على طلاقة قدرته سبحانه، كما دل على ذلك أيضاً خلق السّموات والأرض، واعلموا أنّ خلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [غافر: ٥٧].

﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾: بأن يميتكم، أو يقضي عليكم، أو يهلكهم، ويأتي بخلق جديد لا يعصوه، أو أفضل منكم، وإذا قضى أمراً فإنما يقول له: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: ١١٧].

سورة إبراهيم [١٤: ٢٠]

﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾:

﴿وَمَا ذَلِكَ﴾: الواو: عاطفة؛ ما: النّافية.

﴿ذَلِكَ﴾: ذا: اسم إشارة، واللام: للبعد، ويشير إلى الذّهاب بكم والإتيان بخلق جديد.

﴿عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾: بعزيز: الباء: للإلصاق، والتّوكيد؛ بعزيز: بممتنع، أو مستحيل، أو أمر عسير صعب، وتقديم على الله: للحصر، والتّوكيد.

سورة إبراهيم [١٤: ٢١]

﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ

<<  <  ج: ص:  >  >>