الوالدين، أو مساعدة النّاس في الحياة الدّنيا؛ كمثل الرّماد الذي هو ما تبقى بعد احتراق مادة عضوية بالكامل، وضرب هذا المثل؛ لأن صورة الرماد معروفة لدى العرب والريح العاصفة التي تهب عليه الرّيح الشّديدة في يوم عاصف. وضرب المثل: لإزالة أي غموض فليس هناك مثل غامض.
وقال: مثل الّذين كفروا بربهم: أضاف المثل إليهم، وهو في الحقيقة إلى أعمالهم؛ أعمال الّذين كفروا بربهم لم يؤمنوا به ويصدقوا برسله، كمثل الرماد الّتي تركته النّار بعد احتراقها في يوم عاصف اشتدت به الرّيح فجعلته هباء منثوراً.
أي: حبطت أعمالهم الصّالحة، ولم يعد لها ثواباً على الإطلاق، كما لا يقدر أحد على جمع الرّماد في يوم عاصف، وقد وصف الله سبحانه أعمالهم الصّالحة الّتي حبطت بسبب كفرهم وشركهم بعدة تشبيهات في القرآن؛ مثل: ﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣]، أو ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ﴾ [النور: ٣٩]، أو ﴿كَظُلُمَاتٍ فِى بَحْرٍ لُّجِّىٍّ﴾ [النور: ٤٠]، ﴿صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ﴾ [البقرة: ٢٦٤].
﴿لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَىْءٍ﴾: هذه الآية تخص الكفار، جاءت في سياق الأعمال؛ أي: كلّ الأعمال الحسنة الّتي عملوها في الحياة الدّنيا حبطت لا ثواب لها في الآخرة، ولو كثرت ومهما كانت كلّها حبطت معاً.
لا يقدرون مما كسبوا على شيء؛ أي: الكفار، كما لا يقدرون على جمع الرّماد في اليوم العاصف؛ كذلك أعمالهم الصّالحة الّتي عملوها في الدّنيا لا ثواب لها في الآخرة كلّها تحبط.