﴿ذَلِكَ لِمَنْ﴾: إهلاك الظّالمين، وتمكين الرّسل، والمؤمنين (أو إسكان المؤمنين ديارهم). ذلك لمن: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق، ومن: بمعنى الّذي، ومن: تعني: المفرد، والمثنى، والجمع. أما الذي: تختص بالمفرد المذكر.
﴿خَافَ مَقَامِى﴾: الخوف: هو توقع الضرر المشكوك في وقوعه، ومقامي؛ أي: القيام والوقوف بين يدي ربه للحساب بأن اتقى، ونهى النّفس عن الهوى. والمقام له زمان ومكان؛ وخاف مقامي: يدل على المبالغة في الخوف من القيام بين يدي ربه، ويعني: خوف دائم لا يتعلق بزمن معين، أو مكان؛ أي: في كل زمان ومكان.
﴿وَخَافَ وَعِيدِ﴾: وعيد بالعذاب، وتكرار خاف: للتوكيد؛ أي: كلاً على انفراد مقامي، ووعيد، أو كلاهما، والوعيد يأتي دائماً في سياق الشر.
سورة إبراهيم [١٤: ١٥]
﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾:
﴿وَاسْتَفْتَحُوا﴾: أي: الرّسل طلبوا الفتح بالدعاء بالنّصرة على الأعداء، والفتح: هو الغلبة بدون قتال، والفتح قد يعني الفصل والحكم، أمّا النّصر: هو الفتح بالقتال، وتوضح ذلك سورة النّصر: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ إذن: هناك فرق بين النّصر والفتح، واستفتحوا؛ أي: الرّسل على قومهم (بالدّعاء لهلاكهم)، واستفتحوا: قد تعود إلى الكفار، استفتحوا على رسلهم ظناً أنّهم على الحق.