للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾:

﴿هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾: هو: تعود على الله ، وهو ضمير منفصل؛ يفيد الحصر، والتوكيد.

﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾: الخلق: هو التقدير، والإيجاد.

﴿مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾: أيْ: من نفس الجنس البشري؛ أيْ: كل النفوس خلقت من نفس واحدة (مثل جرم واحد).

﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾: الجعل: يكون بعد الخلق؛ أيْ: مرحلة تلي الخلق؛ أيْ: بعد خلق النفوس من نفس واحدة جعل بعضها أنثوية، وبعضها ذكرية؛ ليسكن إليها، ويغشاها، وتحمل، وتلد.

ولا بُدَّ من مقارنة ثلاث آيات متشابهة في القرآن؛ هي:

آية سورة النساء، رقم (١): ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾.

آية سورة الأعراف، رقم (١٨٩): ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾.

آية سورة الزمر، رقم (٦): ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾.

أولاً: الآيات الثلاث مطلعها واحد هو قوله تعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾؛ أيْ: كافة البشر بما فيهم آدم وحواء، وكل نفس أخرى؛ ذكراً وأنثى، الكل خلق من نفس واحدة هي الأصل.

أما بالنسبة لآية النساء، فقوله تعالى: ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾: يؤكِّد أن نفس الذكر، ونفس الأنثى نفوس متشابهة (من حيث البناء) أو التشريح.

<<  <  ج: ص:  >  >>