﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾: الجعل: يأتي بعد الخلق، أو يلي الخلق.
والجعل: إيجاد شيء من شيء، والخلق: أعم من الجعل، أو الجعل قد يحمل معانيَ كثيرة؛ منها: الصنع، والتبديل، والاعتقاد، والظن، والتغيير.
الخلق: لا يتعلق بشيء آخر، أما الجعل فيكون متعلق بشيء آخر، فالله سبحانه خلق السموات والأرض، وبعد ذلك جعل الظلمات والنور.
﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ﴾: الظلمات: جمع ظلمة ويقصد بها في هذه الآية الظلمات الحسية، والأصل في الكون هو الظلمة، وهي أسبق في الوجود من النور، والظلمات: جمع؛ تشمل ظلمات الكون، والبر، وظلمات البحر، وظلمة الليل، وظلمة القبر، وهناك الظلمات الفكرية والاعتقادية كظلمة الكفر والشرك والجهل والنفاق … وغيرها.
﴿وَالنُّورَ﴾: النور الحسي واحد، وهو الذي يمحو الظلام. ارجع إلى سورة يونس، آية (٦٧) للبيان، وهناك فرق بين النور والضياء؛ ارجع إلى سورة البقرة آية (١٧) للبيان، وهناك النور الذي يمثل نور الإيمان والقرآن والإسلام وهو نور واحد.
﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾: ثم: تفيد الاستبعاد؛ أيْ: من المستبعد بعد كل هذا الخلق، والجعل من الله؛ ينحرف، وينصرف الذين كفروا؛ أي: يشركون به إلى عبادة غيره، ويجعلون له عدلاً مساوياً له في العبادة والدعاء.