الرب عز وجل سمواته وأرضه بيديه، وجعل يقبض يديه ويبسطهما ويقول: أنا الرحمن)، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك أسفل منه، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله؟ وفي رواية: أنه قرأ هذه الآية على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزُّمَر:٦٧]، قال:(يقول: أنا الله، أنا الجبار) وذكره (١). وفي الصحيح أيضاً عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟)(٢) وما يوافق هذا من حديث الحبر (٣).
وفي حديث صحيح:(إن الله لما خلق آدم قال له ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت. قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته)(٤)، وفي الصحيح:(إن الله كتب بيده على نفسه لما خلق الخلق: إن رحمتي تغلب غضبي)(٥).
(١) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:٧٥]، ومسلم كتاب صفة القيامة والجنة والنار (٢٧٨٨)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (١/ ١٧٢) واللفظ المثبت في النص هو لفظ ابن خزيمة. (٢) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، وباب قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزُّمَر:٦٧]، ومسلم، كتاب تفسير القرآن (٢٧٨٧). (٣) رواه البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام:٩١]، (٤٨١١)، ومسلم، كتاب صفة القيامة (٢٧٨٦). (٤) رواه الترمذي في سننه (٥/ ٣١٢) (٣٣٦٨)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٩١) (٢٠٦)، والبزار في مسنده (١٥/ ١٥٠) (٨٤٧٨)، وأبو يعلى في مسنده (١١/ ٤٥٣) (٦٥٨٠)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (١/ ١٦٠)، كلهم من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (٥٢٠٩). (٥) رواه البخاري كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم:٢٧] (٣١٩٤)، ومسلم كتاب التوبة (٢٧٥١)، ولفظ (بيده) ثابتة عند أحمد (٩١٥٩) والترمذي (٣٥٤٣)، وابن ماجه (١٨٩)، وغيرهم وليست في الصحيح. انظر: الصحيحة (١٦٢٩).