وثانيهما: أن يكون حذف الحرف لمعنى بلاغي وهو قصد الإبهام ليرتدع بذلك الطامع والمعرض١.
واختلف في محل (أنَّ) و (أن) عند حذف حرف الجر المطّرد حذفه معهما فقيل: محلّهما نصبٌ، قياساً على الاسم الصريح، ونُسب للخليل وإليه ذهب الفراء٢ والمبرّد٣ وعزاه ابن مالك - متابعاً ضياء الدين بن العلج - إلى سيبويه، وصححه٤، وقيل محلّهما جرٌّ ونُسب للكسائي، ومال إليه السيرافي٥، واستدلوا بقول الشاعر:
بجر (دينٍ) عطفاً على محل: (أن تكون) إذ أصله (لأن تكون) .
١ ينظر توضيح المقاصد: ٢/٥٤، والتصريح: ٢/٤٠٨، والأشموني: ٢/٩١. ٢ ينظر معاني القرآن: ١/٢١٠. ٣ ينظر المقتضب ٢/٣٤١: قال:"وتقول: أشهد أن محمداً رسول الله فكأن التقدير: أشهد على أن محمد رسول الله أي: أشهد على ذلك، أو أشهد بأنَّ محمد رسول الله، أي: أشهد بذلك". وقال في ٢/٣٤٦: "زعم قوم من النحويين موضع (أن) خفض في هاتين الآيتين – {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} {وأنََّ المَسَاجِدَ لِِِِِلَّهِِ فلاَ تَدْعُو مَعَ الله ِأَحَداًً} - وما أشبههما، وأن اللام مضمرة، وليس هذا بشيء واحتجوا بإضمار ربّ في قوله: وبلد ليس به أنيس وليس كما قالوا، لأن الواو بدل من (رب) كما ذكرت لك". ٤ ينظر شرح التسهيل: ٢/١٥٠، وشرح ابن الناظم:٢٤٩، والتصريح: ٢/ ٤٠٨. ٥ ينظر في العزو: المقاصد الشافية: ١/ ١٤٩، وتعليق الفرائد: ٥/١٥. ٦ بيت من الطويل للفرزدق وهو في ديوانه: ١/٨٤.