قال ابن حبان تعليقًا على حديث ((مداراة النّاس صدقة)) ١: (المداراة) الَّتِي تكون صدقة للمداري هي تخلُّق الإنسان الأشياء المستحسنة مع من يُدفع إلى عشرته مالم يَشُبْها بمعصية الله.
والمداهنة هي: استعمال المرء الخصال الَّتِي تُستحسن منه في العِشرة، وقد يشوبها ما يكره الله جلّ وعلا.
وقال ابن القيّم:((الفرق بين المداراة والمداهنة: أن المداراة التلطّف بالإنسان لتستخرج منه الحقَّ أو تردّه عن الباطل، والمداهنة: التّلطّف به لتقرَّه على باطله وتتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق)) ٢.
وقال أبو هلال العسكري:
الفرق بين (اللطف) و (المداراة) أن (المداراة) ضرب من الاحتيال، والختْل، من قولك:(دريت) الصيد إذا ختلته.
وإنما يقال:(داريت) الرجل إذا توصّلت إلى المطلوب من جهته بالحيلة، والختل.
١ رواه ابن حِبَّان في صحيحه: ٢/٢١٦، حديث رقم (٤٧١) ، والطبراني (في الأوسط) برقم (٤٦٦) ، وأَبو نُعيم في (الحلية) : ٨/٢٤٦، وابن السني (في عمل اليوم والليلة) برقم (٣٢٥) . قال الشَّيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبَّان: إسناده ضعيف. المسيب بن واضح: صدوق يخطيء كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل، قاله أبو حاتم. وانظر الكامل لابن عدي (٦/٢٣٨٣ ـ ٢٣٨٥) ، كشف الخفاء (٢/٢٠٠) . ٢ انظر كتاب ((الروح)) ص (٢٨١) .