أي نمنع القوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم، فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك أن تمنع إطلاق حكيم عليه، سبحانه وتعالى. قال: فلم يحرهُ جواباً إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله ـ سبحانه وتعالى ـ عاقلاً، وأجزت أن يسمى حكيماً؟ قال: - فقلت له: لأن طريقتي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه، ولو
(١) انظر ديوان حسان بن ثابت ص ٥٩. وفي النسخة التي حققها د/ سيد حنفي وردت لفظة: حيثُ بدل من لفظة: حين. (٢) هو: جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، اليربوعي من بني تميم، ولد في اليمامة سنة ثمان وعشرين من الهجرة، كان من أشعر الناس حتى قال ابن خلكان: أجمعوا على أنه ليس في شعراء الإسلام مثل جرير والفرزدق، وكان بينهما مهاجات وتفاخر، وفضل جرير بأبياته الأربعة، فخراً ومدحاً وهجاءً وتشبيباً «الغزل» وكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - لا يأذن لأحد من الشعراء غير جرير، ولما مات الفرزدق بكى جرير وقال: إني لأعلم أني قليل البقاء بعده، عاش بعده أربعين يوماً وقد قارب المائة. توفي - رحمه الله - في سنة مائة وعشرة. وديوانه مطبوع في جزأين انظر شذرات الذهب ٢/ ٥٥، والأعلام ٢/ ١١٩. (٣) انظر: ديوان جرير ١/ ٤٦٦.