يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ١, بتحريم موالاة الكافرين مهما بلغت درجة قرابتهم, واعتبار هذه الموالاة من الكبائر؛ لوصف فاعلها بالظلم٢.
أما الأستاذ محمد رشدي حمادي فبين المراد بالولاية، في آية سورة المائدة السابقة فقال:"المراد بالولاية التناصر والمحالفة, وقيده بعضهم بكونها على المؤمنين، وليس المقصود استعمالهم في الوظائف غير القيادية والشئون العامة التي لا تمس عزة المؤمنين"٣. ثم قال:"وهذا الحكم" في قطع الموالاة "باقٍ إلى يوم القيامة"٣.
أما الشيخ محمد العثمان القاضي فبين معنى الولاية في الآية المشار إليها بقوله:"والمراد من النهي عدم معاملتهم ومعاشرتهم ومناصرتهم, فلا يجوز وصفهم بالإخوة كما نسمع في بعض الإذاعات, والله يقول:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} ٤، والمفهوم نفي الأخوة عنهم إذا لم يتوبوا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. ويقول:{وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} ٥، وليت المسلمين طبقوا أحكام شريعتهم وسلكوا ما كان عليه سلفهم الصالح"٦، لكنه قال:"وأما مبايعتهم فلا بأس بها, فقد قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرعه مرهون عند يهودي"٦.
محبة الصحابة وسائر المؤمنين:
وقد ورد الأمر بذلك في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٧، قال الشيخ محمد العثمان القاضي وفي قوله سبحانه:
١ سورة التوبة: الآية ٢٣. ٢ تفسير سورة التوبة: الدكتور محمد سيد طنطاوي ص٨٦. ٣ الموجز في تفسير القرآن الكريم: محمد رشدي حمادي ج٢ ص٣٢٤-٣٢٥. ٤ سورة التوبة: آية ١١. ٥ سورة آل عمران: آية ٧٣. ٦ منار السبيل: محمد العثمان القاضي ج١ ص٩٩-١٠٠. ٧ سورة الحشر: الآية ١٠.