يحيد عن معالم الأخلاق، ولا يتخلى عن الموازين والقيم الإلهية. وإلا غدا إنسانا شاردا حائرا تائها ضالا لا يتبين ملامح الهداية ولا تتضح أمامه الرؤيا، فتتشابه عليه الأمور، وقد يرى الباطل حقا والحق باطلا، وقد يخبط في تيه الحياة خبط عشواء، وقد يظلم وقد يغش، وقد يتعسف.. لأن الموازين اختلت لديه والمقاييس تغيرت في نظره.
وثمرة أخرى تجنيها من ثبات الحقائق في الثقافة الإسلامية هي ضبط الفكر الإنساني، فلا يتأرجح مع الشهوات والأهواء والمؤثرات، ولا يندفع وراء حب أو كره عارض. ولا يتأثر من قول شخص قريب أو بعيد، أو حبيب أو بغيض١. أو كبير أو صغير أو رئيس أو مرءوس، أو صاحب سلطان أو مغمور.. قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ٢.