المخطيء الذي دخل الوهم والخطأ عليه، من سوء حفظه أوعلة، فترك حديثه، لكثرة اضطرابه فيها، كالمتهم، ولا المتهم منهم، كالمصرح بالكذب والوضع ... ] ١.
ومن خلال ما سبق، يتضح لنا، أنّ الحافظ المتقن من الرواة نُدرةً جداً، خاصةً من قول ابن مهدي:(وآخر يَهم، والغالب على حديثه الصحة، فهذا لايترك حديثه، ولو ترك حديث مثل هذا، لذهب حديث الناس) . وأن الوَهْم والغلط في الرواية، داخل في حديث الرواة، حتى الثقات منهم، على اختلاف درجاتهم؛ لذا قال عبد الله بن المبارك:(ومَنْ يَسلم مِن الخطأ) ، وقال ابن معين:(لست أعجب ممّن يحدث فيخطيء، إنما أعجب ممّن يحدث فيصيب) ٢، ولهذا قال الإمام أحمد فيما رواه عنه الأثرم:" الحديث شديد، فسبحان الله ماأشده" أو كما قال ثمّ قال: "يحتاج إلى ضبط وذهن". وكلام يشبه هذا. ثمّ قال:"لاسيّما إذا أراد أن يخرج منه إلى غيره" قلت: أي شيء تعني بقولك: يخرج منه إلى غيره؟ قال:"إذا حدث" ثمّ قال: "هو مالم يحدث مستور، فإذا حدث، خرج منه إلى غيره" وكلام يشبه نحو هذا) ٣ اهـ.
وقال ابن عدي في معرض بيانه، أنّ الثقة قد يخطىء في حديثه:"لأنّ الثقة، وإن كان ثقة، فلا بدّ، فإنه يَهم في الشىء بعد الشىء" ٤.
١ شروط الأئمة لابن مندة (٣٢) . ٢ القولان في الكامل لابن عدي (١ / ١٠٢) . ٣ الكفاية للخطيب (١٦٦- ١٦٧) ، وفي تاريخ الدوري (٣/١٤) قال سمعت خلف بن سالم يقال: "سماع الحديث هين والخروج منه شديد" اهـ. ٤ الكامل (٥/٣٨٥) .