السابعة: الاعتماد على الكثرة, والاحتجاج بالسواد الأعظم, والاحتجاج على بطلان الشيء بقلة أهله, فأنزل الله تعالى, ضد ذلك وما يبطله, فقال في " الأنعام": {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ١.
فالكثرة على خلاف الحق لا تستوجب العدول عن اتباعه لمن كان له بصيرة وقلب, فالحق أحق بالاتباع, وإن قلّ أنصاره, كما قال تعالى:{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} ٢, فأخبر الله عن أهل الحق أنهم قليل, غير أن القلة لا تضرهم:
تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل٣
١ الأنعام: ١١٦-١١٧ ٢ ص: ٢٤ ٣ البيت للشاعر اليهودي السموءل بن غريض بن عادياء الأزدي, كما في ديوانه ص١٣, وذكرها القالي في "أماليه" (١/٢٦٩) , والعباسي في معاهد التنصيص (١/٣٨٣) .