ويعدد صالح البنداق وجوه تشويه ترجمات القرآن، فيما يلى (١) : ـ
١ ـ إزاحة الآيات من مكانها التوقيفى لتضليل القارئ وإبعاده عن الإحاطة بحقيقة النص القرآنى.
٢ ـ الترجمة الحرّة وتحاشي الترجمة العلمية إمعاناً فى التحريف والتضليل، مما يترتب عليه تحوير المعانى وتبديلها، وعرض النص القرآنى كما يراه المترجم، لا كما تقتضيه آياته وألفاظه.
٣ ـ التقديم والتأخير والحذف والإضافة.
مما يمكن معه القول بأن:((ترجمات القرآن التى يعتمد عليها علماء الإفرنج فى فهم القرآن كلها قاصرة عن أداء معانيه التى تؤديها عباراته العليا وأسلوبه المعجز للبشر)) (٢) .
فالترجمة اللاتينية الأولى للقرآن (ترجمة بطرس الموقر) التى تمت عام ١١٤٣ م اضطلعت فقط بتقديم مضمون الفكرة، ولم تكترث بأسلوب الأصل العربى وصياغته، وقام الدافع التنصيري حائلا أمام الوفاء بتحقيق هذا الغرض (٣) .
وقد كانت هذه الترجمة ((المشوّهَة)) الأصل الذى نبعت منه الترجمات الأخرى؛ فمنها نبعت الترجمة الإيطالية الأولى التى أشرف عليها أريفابيني عام ١٥٤٧ م، وفى سنة ١٦١٦ م ترجم سالمون شفايجر إلى الألمانية عن الإيطالية، وعن الألمانية إلى الهولندية فى سنة ١٦٤١م (٤) .
(١) محمد صالح البنداق، مرجع سابق، ص ١٠١ ـ ١٠٨. (٢) رشيد رضا، الوحي المحمدي، ص ٢٤، المكتب الإسلامى، دمشق ١٣٩١ هـ ـ ١٩٧١ م. (٣) يوهان فوك، مرجع سابق، ص ١١. (٤) يوهان فوك، مرجع سابق، ص ١٨.