ففي الحديث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "أنا أهل أن أتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها آخر فأنا أهل أن أغفر له"(١) .
وتارة تضاف إلى عقاب الله, وإلى ما كان عقابه وزمانه. قال تعالى:{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}(آل عمران:١٣١) وقال تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلى اللَّهِ}(البقرة: من الآية ٢٨١){وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}(البقرة: من الآية ٤٨) .
قال معاذ بن جبل:"ينادى يوم القيامة أين المتقون؟ فيقومون في كنف الرحمن لا يحتجب عنهم ولا يستتر, قالوا له: من المتقون قال: قوم ألغوا الشرك وعبادة الأوثان واخلصوا لله بالعبادة"(٢) . فأعظم ما يتقى الشرك؛ لأنه الذنب الذي لا يغفر كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(النساء: من الآية ٤٨) وحرم الله على من أشرك به في عبادته الجنة كما قال: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَليْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}(المائدة: من الآية ٧٢) .
وفي البخاري عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من مات وهو يدعوا لله ندا دخل النار"(٣) .
وفي صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة, ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار". (٤)
(١) رواه الترمذي (٣٣٢٨) وقال: هذا حديث حسن غريب, وسهيل ليس بالقوي في الحديث قد تفرد بهذا الحديث عن ثابت. (٢) انظر فيما تقدم: جامع العلوم والحكم (١٣٩٨-٤٠٠) . (٣) برقم (٤٤٩٧) . (٤) برقم (٩٣) .