من محمد بن إبراهيم إلى من يراه من المسلمين، رزقنا الله وإياهم قلوباً صاغية، وآذاناً للحق واعية. آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:::::::
قال الله تعالى:{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}(١) قال ابن عباس رضي الله عنهما: الفساد القحط وقلة النبات وذهاب البركة، قال أبو العالية: من عصى الله في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة، وقال تعالى:{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}(٢) قال: البركات المطر والنبات، وقال تعالى في أهل الكتاب:{ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}(٣) قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير: {من فوقهم ومن تحت أرجلهم} يعني المطر والنبات، وقال هود لقومه:{ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم}(٤) ذكر المفسرون: أن قوم هود حبس الله عنهم المطر بسبب ذنوبهم ثلاث سنين، فقال لهم هود: إن آمنتم أحيا الله بلادكم، وزادكم عزاً على عزكم وقال نوح لقومه {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم
(١) سورة الروم ـ آية ٤١. (٢) سورة الاعراف ـ آية ٦٩. (٣) سورة المائدة ـ آية ٦٦. (٤) سورة هود ـ ٥٢.