مهران الرازي، عن عبد الرزاق، عن معمر عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح. ورواه مسلم أيضا من حديث صخر بن جويرية، عن نافع عن ابن عمر: أنه كان ينزل المحصب (١) وكان يصلي الظهر يوم النفر بالحصبة. قال نافع: قد حصب رسول الله ﷺ والخلفاء بعده. وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن أيوب وحميد، عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء ثم هجع هجعه، ثم دخل - يعني مكة - فطاف بالبيت. ورواه أحمد أيضا عن عفان عن حماد، عن حميد، عن بكر، عن ابن عمر فذكره وزاد في آخره: وكان ابن عمر يفعله. وكذلك رواه أبو داود: عن أحمد بن حنبل. وقال البخاري: ثنا الحميدي، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال قال رسول الله ﷺ من الغد يوم النحر - بمنى - نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر - يعني بذلك المحصب - الحديث. ورواه مسلم: عن زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي فذكر مثله سواء. وقال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد. قال قلت: يا رسول الله أين تنزل غدا - في حجته -؟ قال: وهل ترك لنا عقيل منزلا، ثم قال: نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة - يعني المحصب - حيث قاسمت قريشا على الكفر، وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يؤوهم - يعني حتى يسلموا إليهم رسول الله - ثم قال عند ذلك:" لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم " قال الزهري - والخيف - الوادي. أخرجاه من حديث عبد الرزاق، وهذان الحديثان فيهما دلالة على أنه ﵇ قصد النزول في المحصب مراغمة لما كان تمالا عليه كفار قريش لما كتبوا الصحيفة في مصارمة بني هاشم وبني المطلب حتى يسلموا إليهم رسول الله ﷺ كما قدمنا بيان ذلك في موضعه. وكذلك نزله عام الفتح فعلى هذا يكون نزوله سنة مرغبا فيها، وهو أحد قولي العلماء. وقد قال البخاري: ثنا أبو نعيم، أنبأنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: إنما كان منزلا ينزله النبي ﷺ ليكون أسمح لخروجه - يعني الأبطح -. وأخرجه مسلم من حديث هشام به ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: إنما نزل رسول الله المحصب ليكون أسمح لخروجه وليس بسنة، فمن شاء نزله ومن شاء لم ينزله (٢). وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان. قال قال عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال: ليس التحصيب بشئ (٣) إنما هو منزل نزله رسول الله ﷺ. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان وهو ابن عيينة به. وقال أبو داود:
(١) في النسخة التيمورية: أنه كان يرى المحصب سنة. (٢) سنن أبي داود - كتاب المناسك - حديث ٢٠٠٨. (٣) أي أن التحصيب ليس من أمر المناسك - الذي يلزم فعله، قاله ابن المنذر.