هل يسمعن النضر إن ناديته … أم كيف يسمع ميت لا ينطق (٣)
أمحمد يا خير ضئ كريمة … من قومها والفحل فحل معرق (٤)
ما كان ضرك لو مننت وربما … من الفتى وهو المغيظ المحنق
أو كنت قابل فدية فلينفقن … بأعز ما يغلو به ما ينفق (٥)
والنضر أقرب من أسرت قرابة … وأحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه … لله أرحام هنالك تشقق
صبرا يقاد إلى المنية متعبا … رسف المقيد وهو عان موثق
قال ابن هشام: ويقال والله أعلم أن رسول الله ﷺ لما بلغه هذا الشعر قال: " لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه ".
قال ابن إسحاق: وقد تلقى رسول الله ﷺ بهذا الموضع أبو هند، مولى فروة بن عمرو البياضي حجامه ﵇ ومعه زق خمر (٦) مملوء حيسا - وهو التمر والسويق بالسمن - هدية لرسول الله ﷺ فقبله منه ووصى به الأنصار. قال ابن إسحاق ثم مضى رسول الله ﷺ حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم. قال ابن إسحاق: وحدثني نبيه بن وهب أخو بني عبد الدار: أن رسول الله ﷺ حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه، وقال " استوصوا بهم خيرا " قال: وكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه في الأسارى، قال أبو عزيز: مر بي
(١) في ديوان الحماسة وياقوت: بلغ به ميتا فإن تحية. (٢) في ديوان الحماسة: " مني إليه " ويروى: جادت لمائحها تعنى أباها - كما في رواية ياقوت - لأنه هو الذي يستبكيها ويستنزف دمعها. (٣) في الأغاني: إن كان يسمع هالك لا ينطق ويروى: أو ينطق. (٤) في الأغاني: أمحمد ولانت نسل نجيبة. (٥) البيت في الأغاني أو كنت قابل فدية فلنأتين بأعز ما يغلو لديك وينفق وقال محققه: صححه الشنقيطي: لو كنت قابل فدية. (الأغاني ج ١/ ١٩. دار الكتب). (٦) في سيرة ابن هشام: ولقي رسول الله ﷺ بذلك الموضع أبو هند، مولى فروة بن عمرو البياضي بحميت مملوء حيسا، قال ابن هشام: الحميت: الزق.