وقيل: أن أول ملوك مكة من خزاعة: لحي؛ وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عارم والد عمرو بن لحي السابق ذكره، وهذا القول ذكره الأزرقي؛ لأنه روي بسنده خبرا روي بسنده خبرا طويلا في خروج جرهم من مكة، وولاية خزاعة لها بعدهم، وفيه بعد أن ذكر تفرق أولاد عمرو بن عامر في البلاد: وانخزعت خزاعة بمكة؛ فأقام بها ربيعة من حارثة بن عمرو بن عامر، وهو لحي، فولي أمر مكة وحجابة البيت٥ ... انتهى.
وقيل: إن أول ملوك خزاعة بمكة: عمرو بن الحارث الغبشاني، ويدل بهذا القول ما ذكره الزبير بن بكار عن أبي عبيدة؛ لأن في الخبر الذي ذكره في إخراج خزاعة لجرهم من مكة بعد قوله: وولي البيت عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، وقال بنو قصي: بل وليه عمرو بن الحارث بن عمرو، أحد بني غبشان بن سليم من بني ملكان بن أقصى، وولي البيت، وهو الذي يقول:
ونحن ولينا البيت من بعد جرهم ... لنعمره من كل باغ وملحد
وقال أيضا:
واد حرام طيره ووحشه ... نحن ولاته فلا نغشه
ويروى:
نحن وليناه فلا نغشه
وزاد غير أبي عبيدة:
وابن مضاض قائم يهشه
١ وفي أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٠١: "وبنى". وكذا عند المسعودي ٢/ ٥٦. ٢ العيس: الإبل. ٣ الزميل: صوت الإبل في حدائها. ٤ أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٠٠٠-١٠١. ٥ أخبار مكة للأزرقي ١/ ٩٥: وفيه "الكعبة" بدل "البيت".