قال الله تعالى:{فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}(١).
قال ابن الجوزي في تفسيره: أي: فتجاوز عنكم وخفف بنسخ إيجاب الصدقة، وقال مقاتل بن حيان: إنما كان ذلك- أي النسخ- لعشر ليال، وقال قتادة: ما كان إلا ساعة من نهار (٢).
فابن الجوزي يرى أن قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ}(٣) قد نسخت بقوله تعالى: {وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}(٤)
فإذا أردنا أن نتعرف على رأي ابن عطية في تفسيره لهذه الآية، فنراه ينفي قضية النسخ، ونص كلامه في ذلك:" ومن قال: إن هذه الصدقة منسوخة بآية الزكاة فقوله ضعيف لا يحصل كيفية النسخ، وما ذكر في نحو هذا عن ابن عباس -رضي الله عنهما- لا يصح عنه، والله تعالى أعلم "(٥).
وقضية النسخ التي قال بها ابن الجوزي واستبعدها ابن عطية، لم تجد حلا لها عند المفسر المعاصر ابن عاشور، فنراه
(١) سورة المجادلة الآية ١٣ (٢) راجع زاد المسير، ٨/ ١٩٥ (٣) سورة المجادلة الآية ١٢ (٤) سورة المجادلة الآية ١٣ (٥) تفسير ابن عطية، ١٤/ ٣٥٥