يده، والبعض الآخر رفعها إلى فمه، فسمعنا منادي الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا إن الخمر قد حرمت، فكسرنا الدنان وأريقت الخمر، حتى جرت في سكك المدينة، وتوضأ بعضنا، واغتسل البعض الآخر، وذهبنا إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نردد " انتهينا انتهينا "(١).
إجابة فورية، وإقلاع عما كانوا عليه من الحلال عندما تحول إلى حرام.
الثالث: العزم على ألا يعاوده في المستقبل.
والعزم والعزيمة عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال عزمت الأمر وعزمت عليه واعتزمت، قال تعالى:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}(٢)، وقال أيضا:{فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}(٣)، وقال أيضا:{وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}(٤) أي: محافظة على ما أمر به، وعزيمة على القيام بالتكاليف، ويرى النقاش: أن العزم والحزم واحد، والحاء مبدلة من العين، وقال ابن عطية: وهذا خطأ فالحزم جودة النظر في الأمر وتنقيحه والحذر من الخطأ فيه، والعزم قصد الإمضاء، والعرب تقول:" قد أحزم لو أعزم "، يقول: أعرف وجه الحزم، فإن عزمت فأمضيت الرأي فأنا حازم، وإن تركت الصواب وأنا أراه وضيعت العزم لم ينفعني الحزم.
(١) راجع تفسير القرطبي، ٦/ ٢٩٢ (٢) سورة آل عمران الآية ١٥٩ (٣) سورة آل عمران الآية ١٨٦ (٤) سورة طه الآية ١١٥