وفي السنة النبوية الشريفة، نجد مثل هذا الحض على تعلم الكتابة، والتوجيه إلى ضرورتها:
(أ) عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة (٢)».
(ب) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قيدوا العلم بالكتاب (٣)».
وفي رواية للحاكم عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قيدوا العلم. قلت: وما تقييده؟ قال: كتابته (٤)».
(جـ) وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي: «أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها، فسألها أن ترقيه، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشفاء، فقال: اعرضي علي، فعرضتها عليه، فقال: ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها
(١) في ظلال القرآن، سيد قطب ٦/ ٣٦٥٤ - ٣٦٥٥. (٢) أبو داود ٣٩٣٣/ ٤٧٠٠ في السنة، القدر، واللفظ له، الترمذي ١٧٤٩/ ٢٢٥٨ في القدر، باب ١٦ أحمد ٥/ ٣١٧، البيهقي في الأسماء والصفات ص ٢٧١، السلسلة الصحيحة، الألباني رقم ١٣٣. (٣) رواه الطبراني في الكبير (رقم / ٧٠٠)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان: (٢/ ٢٢٩) والحاكم في المستدرك (١/ ١٠٦)، وذكره الألباني في الصحيحة: (٢٠٢٦)، وفي صحيح الجامع: (٤٣١٠). (٤) المرجع السابق.