الإنس والجن والطير والوحوش والدواب، ويحكم فيه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة، إن تك حسنة يضاعفها (١). عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}(٣) الآية، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(٤){إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(٥) قال: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم».
في هذا الحديث يؤكد لنا - صلى الله عليه وسلم - أن الله سيحشرنا يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يبين لنا الصفة في الحشر، وهو أن العباد حفاة عراة غرلا:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}(٦) وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا. قلت يا رسول
(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٧١١. (٢) رواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق حديث ٦٥٢٦، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الجنة ونعيمها حديث ٢٨٦٠، ورواه الترمذي كتاب القيامة باب ٣، والنسائي كتاب الجنائز ١١٩، وأحمد في المسند ٥/ ٣. (٣) (٢). سورة الأنبياء الآية ١٠٤ (٤) سورة المائدة الآية ١١٧ (٥) سورة المائدة الآية ١١٨ (٦) سورة الأنبياء الآية ١٠٤