في قوله {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}(١) وهذا يعم كل شر في الدنيا والآخرة وشر الشياطين من الناس والجن، وشر السباع والهوام، وشر النار، وشر الذنوب والهوى، وشر النفس وشر العمل.
وقوله {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}(٢) أي: من شر كل مخلوق فيه شر. وليس المراد الاستعاذة من كل ما خلقه الله. فإن الجنة وما فيها ليس فيها شر. وكذاك الملائكة والأنبياء فإنهم خير محض.
(الشر الثاني) شر الغاسق إذا وقب:
وهذا خاص بعد عام. و (الغاسق): الليل (٣) إذا أقبل ودخل في كل شئ، والغسق: الظلمة، والوقوب: الدخول.
والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل هو أن الليل محل سلطان الأرواح الشريرة، وفيه تنتشر الشياطين، والشياطين إنما
(١) سورة الفلق الآية ٢ (٢) سورة الفلق الآية ٢ (٣) ومنه قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} (الإسراء: ٧٨).