قال أبو بكر المروذي في هذه المسألة: إن أبا عبد الله جاءه رجل من أصحاب ابن أسلم، فقال: ما تقول في رجل يريد سفرًا، أيما أحب إليك يحمل معه زادًا أو يتوكل؟ قال له أبو عبد الله رحمه الله:«يحمل معه زادًا ويتوكل»(١).
٩٣ - أخبرنا محمد بن علي السمسار، أن محمد بن موسى بن مشيش، حدثهم أن أبا عبد الله، سأله رجل (٢) خراساني فقال: أحج بلا زاد؟ فقال: «لا، اعمل واحترف واخرج (٣)، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زود أصحابه» فقال الخراساني: فهؤلاء الذين يغزون ويحجون بلا زاد، هم على الخطأ؟ قال:«نعم، هم على الخطأ».
٩٤ - وأخبرني محمد بن أحمد بن جامع الرازي (٤)، قال سمعت أبا معين الحسين بن الحسن الرازي (٥)، قال: شهدت أحمد بن حنبل رضي الله عنه جاءه رجل من أهل خراسان، فقال له: يا أبا عبد الله، معي درهم، وأراه قال: أحج بهذا الدرهم فقال له أحمد: «اذهب إلى باب الكرخ، فاشتر بهذا الدرهم منًا (٦)، واحمل على رأسك حتى يصير عندك ثلاثمائة، فإذا صار عندك ثلاثمائة فحج». قال: يا أبا عبد الله، ما ترى مكاسب الناس؟ قال أحمد: «انظر إلى هذا الخبيث،
(١) انظر كتاب التوكل لأبي يعلى (ص ٣٨). (٢) في (ظ): في رجل. (٣) في نسخة برلين: وأخبره أن. (٤) في نسخة برلين: البرازي. وفي طبعة البشاير: أحمد بن محمد بن جامع. وهو خطأ. (٥) انظر تاريخ دمشق (٦٧/ ٢٤٧)، وتاريخ الإسلام (٢٠/ ٥٠٠) في ضبط اسمه. (٦) المثبت من الأصل والأوقاف، وفي نسخة برلين: مكتل. وفي تلبيس إبليس (٣٦٩ ص): حبًا.