الإنسانَ فيصدُقُ فيه حتى يصرفَ قلوب السامعين إليه، أو يبالغ في ذمّه فيصدقُ فيه حتى يصرف قلوبهم أيضًا عنه، فكأنه سَحَر السامعين بذلك] (١) . ومن معاني السحر:[الخِداع والاستمالة، وكلُّ من استمال شيئًا فقد سحره، ومنه إطلاق الشعراء سِحْرَ العيون لاستمالتها النفوس، حتى قالت الأطباء: الطبيعة ساحرة](٢) ، ومنها:[اللطف والدقة، فكل ما لَطُف - أي: خفي - مأخذُه ودقّ سمي سحرًا، والجمع: أسحار وسُحور](٣) ، [لذلك تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء: أخفى من السحر، ومنه قول مسلم بن الوليد الأنصاري:
جعلتُ علاماتِ المودّة بيننا
مصائدَ لَحْظٍ هنّ أخفى من السِّحْر
ولهذا قيل لملاحة العينين: سحر؛ لأنها تصيب القلوب بسهامها في خفاء. ومنه قول المرأة التي شُبِّبَتْ (٤) بنصر بن حجّاجٍ السُّلَمي:
وانظر إلى السِّحْر يجري في لواحظه
وانظر إلى دَعْجٍ (٥) في طَرْفه الساجي] (٦)
(١) انظر: القاموس المحيط، للفيروزآبادي ص٥١٩. مادة (سحر) . (٢) انظر: المفردات، للراغب الأصفهاني ص ٢٣٢. مادة (سحر) . (٣) انظر: تاج العروس، للزَّبِيدي (٣/٢٥٨) ، مادة (سحر) . (٤) شُبِّبَتْ به، أي: توقَّدت نار حبِّه في قلبها حتى قالت فيه شعرًا غزلاً. انظر: المصباح المنير للفيومي ص١١٥ (شبب) . (٥) دَعَجِت العين دَعْجًا، إذا كان فيها سعة مع سواد، وقيل: شدة سوادها في شدة بياضها، فالرجل أدعج والمرأة دعجاء. انظر: المصباح المنير للفيومي ص٧٤ (دعج) . (٦) انظر: لسان العرب، لابن منظور (٤/٣٥٠) ، مادة (سحر) .