يقول ما لا يريد، أو ما لا يُفْهَم، وقد يؤذي غيره، وهو مسلوب الإرادة، وقد يكره العبادات، ويكون الكاره - على الحقيقة - هو الشيطان الذي استهواه فمسه فتلبَّس به.
وخلاصة ذلك أن المس من قِبَل شيطان من شياطين الجن لإنسان، هو التعرض له بأذىً: بدءاً بالوسوسة، مروراً بالصَّرْع، وانتهاءً بالتلبس، نسأل الله العافية.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة (١) أتت تشكو إليه أنها تُصرع وتتكشّف: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فقالت: أصبر، ثم قالت: إني أتكشّف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فَدَعَا لَهَا صلى الله عليه وسلم»(٢) .
(١) هي: أم زُفَر، وكانت امرأة طويلة سوداء. كما روى البخاري - عقب الحديث - عن عطاء رحمه الله. (٢) أخرجه البخاري، كتاب: المرضى، باب: فضل من يُصْرَعُ من الريح، برقم (٥٦٥٢) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ومسلمٌ؛ كتاب: البِرّ والصلة، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض، برقم (٢٥٧٦) ، عنه أيضاً.