إن من ينظر في هذه الأحاديث التي أسلفتها وما في معناها يرى من ظاهرها أنها تتعارض.
فالأحاديث الأُول تفيد طهارة سؤر الهرة فلا يجب غسل الإناء من ولوغها، بينما يفيد الحديث الأخير -حديث أبي هريرة- نجاسة سؤر الهرة ووجوب غسل الإناء من ولوغها، وللعلماء في إزاء هذا التعارض مذاهب وأقوال لدرئه.
أقوال العلماء في درء التعارض:
(١) أخرجه ابن ماجة (١/١٣٨) ، الدارقطني (١/٦٩) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/١٩) وضعفه، والخطيب في تاريخ بغداد (٩/١٤٦) ، وضعفه ابن حجر في التلخيص (١/٥٥) ، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة (١/٤٤٠) ، قلت: الحديث ضعيف وله شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره. (٢) أخرجه الحاكم (١/٤٠) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، والدارقطني (١/٦٨) ، والبيهقي (١/٢٤٧) ، والطحاوي (١/١٩) وقال: هذا حديث متصل الإسناد، وأخرجه موقوفا أبو داود (١/١٩) فجعل سؤر الكلب مرفوعا وسؤر الهر موقوفا، وكذا أخرجه موقوفا الدارقطني (١/٦٨) ، والبيهقي (١/٢٤٧) ، قلت: الحديث إسناده صحيح ورجاله ثقات إلا أنه معل بالإدراج، فسؤر الهر من قول أبي هريرة كما بين ذلك الأئمة العارفون.