للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"من لم يكن له أستاذ - أي شيخ طريقة - يصله بسلسلة الأتباع، ويكشف له عن قلبه القناع، فهو في هذا لقيط لا أب له، دعي لا نسب له" ١.وإذن فالمسلمون جميعا أدعياء النسب إلى الإسلام، ولن يصح لهم نسبة إليه إلا إذا دخلوا في سلك التلاميذ والمريدين، وسمح شيوخ المتصوفة لهم بالدخول في التصوف. وهذا صوفي جديد، ظهر في هذه الأيام في السودان، وهو محمد عثمان شيخ الطريقة البرهانية، وهي نسبة خاطئة إلى الشيخ إبراهيم الدسوقي، المدفون ببلدة دسوق بمصر. وقد استولى هذا الشيخ على عقول كثير من أبناء مصر والسودان وغيرهما من بلاد المسلمين، وله جمعيات من أتباعه في كثير من بلاد أوربا يبشرون تحت راية الإسلام بدعوته الفاسدة، المحملة بأحمال ثقيلة من الجهل والشعوذة مما يصد الأوربيين عن دين الإسلام، ويشوه حقائقه في أعينهم.. يقول هذا الرجل فيما يلزم التلميذ من آداب بين يدي شيخه: "ومنها - أي من هذه الآداب - أن تجلس مجلس جلوسك للصلاة عنده. "وأن تفنى فيه.! "وألا تجلس على سجادته..! "وألا تتوضأ بإبريقه..!! "وألا تتكئ على عكازه..!! "واسمع بعض ما قال بعض الأصفياء ٢."من قال لشيخه: لم؟ لا يفلح. "وليكن محضره في قلبك وخيالك. "فإن غفلت عنه وقتا فهذا من مقتك. "واجتهد في أن تنال مقام الفناء فيه، ومن ثم ترقى إلى مقام الفناء فيه٣.


١ لطائف المنن, لابن عطاء الله, جزء: ٢ ص ١٠٣.
٢ إنه يريد بهذا نفسه.
٣ من كتاب: الهبات المقتبسة لمحد عثمان: ص ٢٢ المطبوع سنة ١٩٣٩.

<<  <   >  >>