سَمِعَ وسَمَّع وكتبَ وحدَّثَ بالكثير، ووُصِفَ بقوة الحفظ وسرعة البديهة في الإجابة عند السؤال والاستحضار للمتون، حتى قال الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي:"حفاظ مصر أربعة أشخاص، وهم من مشايخي: البلقيني، وهو أحفظهم لأحاديث الأحكام، والعراقي، وهو أعلمهم بالصنعة، والهيثمي، وهو أحفظهم للأحاديث من حيث هي، وابن الملقن، وهو أكثرهم فوائد في الكتابة على الحديث"(٢) . والهيثمي رحمه الله تعالى يعد من رواد المؤلفين في علم زوائد الحديث (٣) ، والمُقَعِّدين له عملياً، وكُتب لأكثر مصنفاته فيه البقاء والذكر الحسن، خاصة كتابه الكبير (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) ؛ الذي هو بمنزلة العمدة لكتب الزوائد بعده.
أشهر تلاميذه:
١- إبراهيم بن محمد بن سبط العجمي الطرابلسي، برهان الدين أبو الوفا الحلبي (ت٨٤١هـ)(٤) .
٢- أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم، الشهاب أبو العباس الكتاني البوصيري (ت٨٤٠هـ)(٥) .
(١) ابن حجر، أنباء الغمر ٥/٢٥٧. (٢) لحظ الألحاظ ص ٢٠١؛ وانظر السيوطي، تدريب الراوي ٢/٤٠٦. (٣) من أقدم من صنف في هذا الفن قبل الهيثمي مغلطاي (ت ٧٦٢) ، وابن كثير (ت ٧٧٤) ، وبعضهم يضيف الحاكم (٤٠٥) ؛ لأنه استخرج الزوائد على الصحيحين. (٤) مؤلف كتاب (التبيين لأسماء المدلسين) انظر الكتاب نفسه ص ٩٧. (٥) صاحب كتاب (إتحاف الخيرة) وقد ذكر فيه أن الهيثمي أجازه برواية عدد من أمهات كتب الحديث، انظر مثلاً: ٨/٢٧٧، ٢٨٠ – ٢٨٥؛ السخاوي، الضوء اللامع ١/٢٥١.