"سيماهم التحليق"(١) . كما سئل: يا رسول الله! هل في هؤلاء القوم علامة؟ قال:"يحلقون رؤوسهم، فيهم ذو الثدية"(٢) ، وفي رواية:"آيتهم رجل إحدى يديه مثل ثدي المرأة"(٣) .
وقد قاتلهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتلهم، فقال لأصحابه:"اطلبوا ذا الثدية، فطلبوه فلم يجدوه! فقال: ما كذبت ولا كذبت، اطلبوه، فطلبوه فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى، فإذا رجل على يده مثل سبلات السنّور (٤) ، فكبّر عليّ والناس، وأعجبه ذلك""وفي رواية" قال عليّ: "التمسوا لي العلامة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّي لم أكذب ولا أكذب، فجيء به فحمد الله وأثنى عليه حين عرف العلامة"(٥) .
وحول صدق ما أخبر به النبيّ صلى الله عليه وسلم من هذه الغيبيّات يقول أبو سعيد الخدريّ:"أشهد سمعت من النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأشهد أنّ عليّا قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم"(٦) .
(١) فتح الباري ١٢/٣٠٩. (٢) فتح الباري ١٢/٣٠٨. (٣) صحيح البخاري - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب من ترك قتال الخوارج للتألف. . . (٤) وفي رواية: "إحدى يديه مثل ثدي المرأة عليها شعيرات تكون على ذنب اليربوع" - فتح الباري ١٢/٣١١. (٥) فتح الباري ١٢/٣١١ وقد ساق ابن حجر رحمه الله هذه المعلومات أثناء شرحه للحديث ٦٩٣٣، ٦٩٣٤. (٦) صحيح البخاريّ - استتابة المرتدّين - باب من ترك قتال الخوارج - فتح الباري ١٢/٣٠٣ حديث ٦٩٣٣.