"سلام عليك، أما بعد: فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها فرجًا، ولن يغلب عسر يسرين١ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ٢.
فلم يلبث أن ورد البشير على عمر بفتح الله على أبي عبيدة وهَزْمِ المشركين٣.
٣- ومن نماذج الوصايا أيضًا ما كتبه عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن والي الكوفة:
كتبتَ إلي تسألني عن ناس من أهل الحِيرة، يسلمون من اليهود والنصارى والمجوس، وعليهم جزية عظيمة، وتستأذنني في أخذ الجزية منهم، وإن الله
١ أي أن الله يبدل المؤمن بعسره يسرًا في الدنيا ويسرًا في الآخرة، أي فرجًا عاجلًا في الدنيا، وثوابًا آجلًا في الآخرة. وجاء في "لسان العرب": قال الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} رُوي عن ابن مسعود أنه قرأ ذلك وقال: "لا يغلب عسرٌ يُسرين". ٢ المرجع السابق، ص١٨١. ٣ المرجع السابق، ص١٨١، ١٨٢.