قال في تفسير قوله تعالى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ ... } الآية:
"أي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم، ورسله أيضاً مع ذلك تكتب ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له كما قال تعالى {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} . ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن مراد بهذه الآية معية علمه تعالى ولا شك في إرادة ذلك"٢.
٢٧ - قول الشوكاني رحمه الله (١٢٥٠هـ)
قال في تفسير قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} : "أي بقدرته وسلطانه وعلمه" ٣.
وقال في تفسير قوله تعالى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ} الآية: "مستأنفة لتقرير سمو علمه وإحاطته بكل المعلومات ... ومعنى {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} إحاطة علمه بكل تناج يكون منهم في أي مكان من الأمكنة"٤.
قال الشوكاني رحمه الله في شرح حديث "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني"٥.
قال: "فيه تصريح بأن الله تعالى مع عباده عند ذكرهم له، ومن مقتضى
١عقائد الثلاث وسبعين فرقة ٢/٥٢٣-٥٢٤. ٢ انظر: تفسير ابن كثير ٤/٣٢٢. ٣ انظر: فتح القدير ٥/١٦٦. ٤ انظر: فتح القدير ٥/١٨٧ ٥ تقدم تخريجه